والتشويه في هذه الصورة ناتج عن تداخل عناصرها، وتمازج بعضها في بعض، وعدم تمايز حدود كل عنصر منها، فلا تمتاز مثلاً الكبائر عن الصغائر، ولا المحرمات عن المكروهات، ولا الفرائض الكبرى عن الواجبات الصغرى، ولا الواجبات عن المندوبات، ولا تظهر فيها الحدود الفاصلة بين ما يجب فعله أو تركه، وبين ما يقضي الورع بفعله أو تركه، ثمّ بين ذلك وبين ما هو مباح.
وسبب وجود هذه الصورة المهزوزة المختلطة، الجهل بالتعاليم الإسلامية الصحيحة، وقلة أجهزة التثقيف الإسلامي العام في مختلف بلاد المسلمين.
الصورة الثانية: هي الصورة التي دخل فيها أخطاء لدى رسم المفاهيم الإسلامية الصحيحة.
وترجع هذه الأخطاء إلى الأصول العامة التالية:
١- الخطأ في الاجتهاد، وله أسباب كثيرة يعرفها علماء أصول الفقه الإسلامي. وقد يعذر في هذا الخطأ المجتهد الكفؤ ومقلّده.
٢- الخطأ في تقويم ما توصل إليه الاجتهاد، وذلك باعتباره هو الحق لا غير، رغم أن اليقين القاطع لم يتوافر فيه، وهذا الخطأ لا عذر فيه مطلقاً.
٣- التعصب للرأي أو للمذهب ضد الآراء أو المذاهب الأخرى.
وهذا التعصب لا عذر فيه مطلقاً.
الصورة الثالثة: هي الصورة المزورة المشوَّهة من قِبَلِ أعداء الإسلام، والتي أساء عرضها وقبح جمالها وإشراقها الماكرون المفسدون، بما وجهوا لها من شبهات وتُهَم كاذبات.
وغرض أعداء الإسلام من تصيد الشبهات والتشويهات والأكاذيب والتضليلات، وإلصاقهم بالتعاليم الإسلامية، إفساد عقول أبناء المسلمين، وفتنتهم عن دينهم.