جُهدَ الطاقة والاستطاعة، وهو النور الذي يهدي إلى سُبُل السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة، ويعرّف الإنسان بربّه، ويُعطيه مفاتيح فهم كتابه المنزّل، والتبصّر بسنّة رسوله المجتبى عليه الصلاة والسلام، والاتعاظ بسنن الله الجزائية، والانتفاع من سننه التكوينية.
إن الكثرة الكاثرة من المسلمين، لما وجهت معظم تعلقتها النفسية لمتاع الحياة الدنيا، وآثرت كل عاجل، انصرفت تلقائياً عن التعلم والتعليم، والكدح بغية التزود من أنواع المعارف النافعة، وأمسى الإسلام لدى كثير من المسلمين إسلاماً تقليدياً موروثاً، يشبه الجبرية النسبية، لا انتماءً إرادياً اختيارياً قائماً على الاقتناع الناتج عن بصيرة علمية، كما كان يوم ظهور الإسلام.
وطبيعيٌّ أن يكون فشوُّ الجهل بالدين , وبالمعارف الحقة في مختلفة مجالات العلم، مناخاً ملائماً لتسلل الأفكار الباطلة المموهة بزخارف كاذبات، تخدع الناظرين، وتفتن الجاهلين.
* * *
السبب الثالث:
تسرب شوائب وتشويهات إلى مفاهيم كثير من المسلمين، وهي المفاهيم التي تحددت بها تصوراتهم للإسلام، مع أنها تصورات خاطئات، مخالفات لدين الله للناس.
وهذه المفاهيم الخاطئات يمكن جمعها في صور خمس، بسطتها في كتاب "صراع مع الملاحدة" وأوجزها هنا بما يلي:
الصورة الأولى: هي الصورة المختلطة المهزوزة في مفاهيم بعض المسلمين لحقيقة التعاليم الإسلامية، وتكون هذه الصورة باختلاط الحقائق، وعدم إدراك كلٍّ منها في مكانه الصحيح.