بغية الخلاص من واقع التخلف الحضاري الذي أصاب المسلمين.
فتولد عن ذلك مناخ ملائم لاستقبال وامتصاص كل ما يأتي من الغرب أو الشرق، من خيرٍ أو شرّ، ونهض أجراء ومفتونون ومغفلون داخل صفوف شعوب الأمة الإسلامية ينادون بضرورة تقليد الدول المتقدمة في وسائلها الحضارية، واتباعها في مناهجها ومفاهيمها وأخلاقها وكل صور سلوكها في الحياة، بعُجَرها وبُجرها، وخيرها وشرها، وصالحها وفاسدها، وحسنها وسيئها.
وهكذا بدأت تزحف إلى شعوب الأمة الإسلامية زيوف المذاهب الفكرية المعاصرة زحفاً منذراً بالخطر الكبير.
وسقطت الخلافة الإسلامية بفعل الدسائس الصليبية واليهودية، ومساعدة المؤازرين للغزاة من داخل البلاد الإسلامية، من طوائف قديمة كانت تضمر الحقد ضد الأمة الإسلامية، ومرتدين عن الإسلام منافقين في الانتماء إليه، وأجراء، ومغفلين متهاونين، وجهلة منفرين من الإسلام.
وبعد سقوط الخلافة اقتسم الأعداء الاستعماريون الغربيون معظم بلاد المسلمين، وجعلوها دويلات مجزأة صغرى، وأحكموا الفصل فيما بينها، وأقاموا مختلف السدود لقتل أحلام الوحدة، وجمع الكلمة، وإعادة الخلافة الإسلامية.
وبذلك تولى الأعداء داخل البلاد الإسلامية المستعمرة الإشراف على كل شيء، وأخطر كل ذلك قطاع التعليم، فأسسوا المدارس والجامعات، ووضعوا سياستها، وخططها، ومناهجها، وكتبها، وعينوا مدرسيها، وأعدوا كما أرادوا بيئاتها.
وإذ تهيأت لهم الوسائل قاموا بعمليات التحويل الفكري، وبناء الأجيال من أبناء المسلمين على ما خططوا له.
وطبيعيٌّ أن تكون هذه المؤسسات التعليمية، بيئات مناسبة جداً لنشر المذاهب الفكرية المعاصرة، وإقناع الأجيال بما اشتملت عليه من