وفيه أيضًا: نسبتهم الزنا والكفر إلى بيت النبوة، ما يقارب ما نسبوه إلى لوط النبى عليه السلام، وهذا كله عندهم في نصِّ كتابهم، وهم يجعلون هذا نسبًا لداود وسليمان، ولمسيحهم المنتظر!.
ثم يرون أن المسلمين أحق بهذا اللقب من منتظرهم، وكذبهم في هذا القول
من أظهر الأمور وأبينها.
فأما دفعهم لإعجاز القرآن للفصحاء، فلست أعجب منه، إذ كانوا
لا يعرفون من العربية ما يفرقون به بين الفصاحة والعى، مع طول مكثهم فيما بين المسلمين!
وأيضًا: فمن اعتراضهم على المسلمين أنهم يقولون: كيف يجوز أن ينسب إلى الله كتاب ينقض بعضه بعضًا؟! ..
يريدون بذلك: ينسخ بعضه بعضًا.
فنقول لهم: أما تحسين جواز ذلك، فقد ذكرناه في أول هذه الكلمة، وأما
تعجبكم منه وتشنيعكم به، فإن كتابكم غير خال من مثله.
فإن أنكروا ذلك، قلنا لهم: ما تقولون في السبت، أيما أقدم، افتراضها
عليكم، أو افتراض الصوم الأكبر؟!
فيقولون: السبت أقدم. لأنهم إن قالوا: الصوم أقدم. كذبناهم بأن السبت
فرضت عليهم في أول إعطائهم المنَّ، والصوم الأكبر فرض عليهم بعد نزول
اللوحين، ومخالفتهم وعبادتهم العجل، ولما رفع عنهم عقاب ذنبهم ذلك في هذا اليوم، ففرض عليهم صومه وتعظيمه.