{قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين}[الآية: ٩٢] .
يَغْفُرُ اللهُ لَكُم: جملةٌ خَبَريَّةٌ أُرِيدَ منها الدُّعَاءُ لهم بأَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ.
* وكان من دعاء الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابه:"غَفَر اللهُ له" بأسلوب الخبر، والمعنى: اللهم اغفرْ له، وكان هذا الدّعاءُ مشعراً بقرب وفاة من دعَا الرَّسُولُ له به.
***
(٤) التأكيد وعدمه في الجملة الخبرية
الإِخبار الابتدائي:
الأصل في الجملة الخبريّة مُثْبتةً كانت أو مَنْفِيَّةً أنْ يؤتى بها خاليةً من المؤكّداتِ، حينَ لاَ يكونُ حالُ المخاطَب يَسْتَدْعِي تأكيدَ الخبر لَهُ، وذلك إِذا كان خالِيَ الذّهْنِ، ليْسَ في نفسِه ضِدَّ مُقَدِّم الخبرِ عواملُ شَكٍّ أو إحجامٍ عن قَبُولِ أخباره.
ويَحْسُنُ في ابْتِدَاءِ الإِخْبار بِالْخَبرِ إيرادُهُ غيْرَ مُقْتَرِنٍ بأيَّةٍ مؤكِّداتٍ، ومن الأمثِلةِ قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ لرَسُولِهِ في أوَّلِ ما أنزل علَيْه من تنزيل في سورة (العلق/ ٩٦ مصحف/ ١ نزول) :
{اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ * اقرأ وَرَبُّكَ الأكرم * الذى عَلَّمَ بالقلم * عَلَّمَ الإنسان مَا لَمْ يَعْلَمْ}[الآيات: ١ - ٥] .
فالجملُ الخبريَّةُ في هذا النّصّ خاليةٌ مِنَ المؤكّداتِ، لعدم وجود الدّاعي إلَى اقترانِها بما يقتضي تأكيدها.