وحين يكونُ لدى المخاطَبِ شَكٌّ في الخبر، أَوْ عواملُ شَكٍّ أوْ إحجامٍ عن قبول الخبر، فإنّ حالَه تكونُ حالَ طالب يسأل عن صحة الخبر، فيَحْسُن أن يُؤتَى لَهُ بالجملة الخبريَّةِ مُقْتَرِنَةً بمَا يُؤَكِّدُ صحَّةَ مَضْمُونِ الْخَبَر، ويؤتَى فيها بمقدارٍ من المؤكّدات يُلائِمُ نِسْبَةَ التَّشَكُّكِ لديه وعَوامِلِ الإِحْجَامِ عَنْ قبوله الخبر.
فإذا كانَتْ عواملُ الشَّكّ والإِحجامِ غَيْرَ قويَّةٍ حَسُنَ في الْكَلاَمِ إيرادُهُ مقترناً ببعضِ المؤكّداتِ من درجَةٍ دُنْيَا.
* وكلّما زاد الشَّكُّ وقويت عوامل رفضِ قبولِ الخبر، كان من بلاغة الكلام الخبريّ زيادَةُ المؤكّداتِ فيه، بمقدار حالة نَفْس الْمُخَاطَبِ.
وقد يُنَزَّلُ غيرُ الشَّاكّ مَنْزِلَةَ الشّاكّ إذا بدَتْ علَيْه أماراتُ الشّكّ منذ بداية التلويح له بالخبر.
الإِخبار الإِنكاري:
* وحين يصِلُ المخاطب إلى حالة الإِنكار ورَفْض قبولِ الخبر، يكون من بلاغة الكلام الخبريّ وجوبُ اقتِرانِهِ بالمؤكداتِ التي تُلاَئم حالة الإِنكار والرَّفْضِ في نَفْس المخاطَبِ به ضعفاً وشدةً.
وقد يُنَزَّلُ غيرُ الْمُنْكِرِ منزلةَ المنْكِرِ إذا بدت عليه أماراتُ الإِنْكار.
أمثلة:
المثال الأول:
حذّر اللهُ عزَّ وجلَّ الّذين كفروا من أن يُنْزِلَ بهم الإِهْلاَكَ الشَّامِلَ الّذي أنزلَهُ بكُفُّارِ أَهْلِ الْقُرُون الأولى، مبيّناً لَهُمْ أَنَّهُ إنّما أهلكهم ضمْن مَجْرى سنَّتهِ الثَّابِتَةِ في معاملة عباده.