للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنْ أردنا أنْ نُعَبِّر تعبيراً مجازيّاً قائماً على ملاحظة أثر الحماقَةِ الّتي دفعت المتهور، فجعلَتْه قتيلاً بيَد قاتله البطل، فصحَّ في تصوُّرنا أن نُسْنِدَ الْقَتْلَ إلى الْحَمَاقة، للإِشعار بكونها سبباً في قتله، مع الاختصار في العبارة، وأصل الكلام: قتَلَ البطَلُ مُنَازِلَهُ الّذي تهوَّر بسبب حماقته التي دفعته إلى منازلة البطل، وهو غير كُفْءٍ لمنازلته.

ونظير هذا أن نقول: قطَعَتِ السّرقةُ يَدَ السَّارق، إذْ نُسْنِد القطع إلى السّرقة، مع أنّ الّذِي قطع يد السَّارق مُنَفِّذُ حُكْمِ حدّ السّرقة.

أحوال المسند في الجملة المشتملة على مجازٍ عقلي:

الْمُسْنَدُ في الجملَةِ المشتملة على مجازٍ عَقْلِيٍّ قد يكون واحداً مما يلي:

* قد يكون فعلاً مَاضياً، أو فعلاً مضارعاً، أو فعل أمر، مثل: "بَنَى الأمير المدينة - يبني الأمير المدينة - يا هامانُ ابْنِ لي صَرْحاً".

* وقد يكون غَيْرَ فِعْلِ، لكنَّهُ في معنى الفعل، وهو ستة أنواع، هي:

"١- المصدر ٢- اسم الفعل ٣- اسم المعفول ٤- الصفة المشبّهة ٥- اسم التفضيل ٦- الظرف والجار والمجرور".

الأمثلة:

أوّلاً - من المصدر:

* قولنا: "دوامُ الدولَةِ عَدْلُها" ففي هذا المثال أسندنا العدل وهو مصدر "عَدَلَ" إلى غير ما هو له، وهو دوام الدولة، فالعدلُ ليسَ هو دوامَ الدولة، لكنَّهُ سبَبٌ في دوامها.

* قول الخنساء من قصيدة ترثي بها أخاها صخراً:

فَمَا عَجُولٌ لَدَى بَوٍّ تُطِيفُ به ... لَهَا حَنِينَانِ إِعْلاَنٌ وإِسْرَارُ

<<  <  ج: ص:  >  >>