للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نَقول: نعَمْ. هل لنا أن نُحاوِل الصعود إلى الكواكِب والنُّجوم لنَرَى ما فيها من الآيات؟ وكيف تَظهَر لنا؟

الجَوابُ: نعَمْ.

ولكن إذا كان هذا يُكلِّف نَفَقاتٍ باهِظةً، أكثَرَ ممَّا نَستَفيد منه، فإن الحِكْمة تَقتَضي أن لا نَفعَل؛ لأن هذه المُحاولاتِ يَكون فيها من نَفاد الأموال شيء كثير، فإذا قُدِّر أنَّ ما فيها من نَفاد الأموال أكثر بأضعاف وأضعاف ممَّا نَستَفيد منها، فإنَّ العقل يَقتَضي أن لا نَفعَل؛ لأن هذا من السفَه والتَّبذير، والإنسان العاقِل لا يَبذُل المال إلَّا وهو يَرَى أنه يَنتَفِع بأكثَرَ ممَّا يَبذُل.

فلو فُرِض أنك بذَلْت مالًا قَدْره أَلْف ريال، لتَحصُل على مَنفَعة تُساوِي ألفَيْ ريال؛ فهذا محَمود، وبالعَكْس، فلو بذَلْت مالًا يَبلُغ ألفي ريال؛ لتَحصيل مَنفَعة بقَدْر ألف ريال، هذا مَذموم؛ لأنك أَضَعْت ألف ريال بدون فائِدة، فيَكون هذا من إضاعة المال والإسراف.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ نِعَم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وافِرة، يَعنِي: كثيرة كامِلة؛ لقوله تعالى: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ}.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّ نِعَم اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نوعان: ظاهِرة وباطِنة، سَواءٌ فَسَّرنَا الظَّاهِرة بالأُمور المَحسوسة والباطِنة بالأُمور المَعنوية، أو فسَّرْناها بالظاهِرة التي يَعرِفها كل أحَد، والباطِنة ما لا يَعرِفها إلَّا صاحِبها، أو فسَّرْنا الظاهِر بما هو عامٌّ يَعُمُّ جميع الناس، كالمطَر والخَصْب. والباطن بما هو دونَ ذلك، فالنِّعَم وافِرة وسابِغة من كل وَجْه.

<<  <   >  >>