و(المَوْجُ): ما يَحصُل من الماء المتجَمِّع الذي يَعلُو حتى يُغطِّيَ السُّفُن ويُغرِقها.
وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{كَالظُّلَلِ} يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [كالجِبال التي تُظلِّل مَن تَحتَها]، وهذا مُشاهَد، فإذا رأَيْت البَحْر في شِدَّة الأمواج تَجِد المِياه تَأتِي كأنها جِبال، وأحيانًا تَتَلاطَم ثُمَّ يَعْلو منها زُمْرَةٌ كبيرة عالية جِدًّا في البَحْر.
وهذه الأَمْواجُ إذا غشِيَتْهم:{دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} وهمُ الكُفَّار؛ فيَدْعون اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَسأَلونه {مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} لا يَسأَلون غيرَه، ففي هذه الحالِ لا يَقول عابِدو اللاتِ: يا لاتُ أَنْقِذِينا، لأنه يَعرِف أنها لا تُنقِذ، ولا عابِدُ العُزَّى ومَناةَ،