قال رَحِمَهُ اللَّهُ: [{تِلْكَ} أي: هذه الآياتُ {آيَاتُ الْكِتَابِ} القُرآن {الْحَكِيمِ} ذي الحِكْمة، والإضافة بمَعنَى مِن] قوله تعالى:{تِلْكَ}: المُشار إليه آيات القُرآن، وتَجِد أن الإشارة هنا بصيغة البَعيد، والقرآن ليس بَعيدًا؛ لأنه بين أَيدينا، ولكنه عالِي المَرتَبة؛ فلهذا أُشير إليه بإشارة البعيد.
وقوله تعالى:{آيَاتُ الْكِتَابِ} أي: المَكتوب وهو القُرآن، وذكَرْنا فيما سبَق أنه مَكتوب في ثلاثة مَواضِع: في اللوح المَحفوظ، وفي الصُّحُف التي بين يدَي المَلائِكة، وفي الصُّحُف التي بين أَيْدينا.
وقوله تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} الإضافة هنا يَقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: إنها على تَقدير (مِن) يَعنِي: آيات مِن الكِتاب، والآياتُ كما تَقدَّم كونيةٌ وشرعيةٌ، وآيات الكِتاب من الشَّرْعية.
وقوله تعالى:{الْحَكِيمِ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [ذي الحِكْمة]، ولكن يُمكِن أن يُقال: ذي الحِكْمة والحُكْم أيضًا؛ لأنه مَرجِع الناس في الحُكْم؛ ولأنه يَشتَمِل على الحِكْمة، وهو أيضًا صالِح لأَنْ يُجعَل بمَعنَى المُحكِم، فيَكون فَعيل بمعنى مُفعِل.