الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: الحذَر من وَساوِس الشَّيْطان؛ لأنَّ قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ}، هذا للتَّوْبيخِ والإنكار.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أن كل شيء يُوجِب العُقوبة فهو من تَلْبية طلَب الشَّيْطان والإِثْم، واعلَمْ أنه من تَلْبية طلَب الشَّيْطان، لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} فمثَلًا لو أَراد الإنسان أن يَسرِق، أو أن يَزنِيَ، أو أن يَشرَبَ الخَمْر، أو أن يَقتُل نَفْسًا محُرَّمة، قُلْنا: هذا من الشَّيْطان، وتَلْبية لطلَبِه؛ لأنَّ الشَّيْطان هو الذي يَدْعو إلى عَذاب السَّعير.
ويُؤخَذ من ذلك أن الشَّيْطان له عَقْل وإرادة، وقد قال اللَّه تعالى في سُورة النِّساء:{وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}[النساء: ٦٠]، فالشَّيْطان له إرادة وله تَزْيين، وله تَلْبيس؛ ولهذا يَجِب الحذَرُ منه غايةَ الحذَر.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: أن مَن دعا إلى ما يُوجِب العِقاب فهو شَبيهٌ بالشَّياطين، بل لنا أن نَقول: إنه شَيْطان، ولهذا قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام في الذي يُمانِع إذا مُنِع من المُرور بين يدَيِ المُصلِّي قال:"فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ"(١)، وقال اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}[الأنعام: ١١٢].
* * *
(١) أخرجه البخاري: كتاب الصلاة، يرد المصلي من مر بين يديه، رقم (٥٠٩)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب منع المار بين يدي المصلي، رقم (٥٠٥)، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.