للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا نارٍ ولا سماءٍ ولا أرض أعظمَ من آيةِ الكُرسى). قال أبى: فقلتُ: إنما يوقع الخلق على الجنة, والنار والسماءِ والأرض, ولم يقع على القرآن. قال: فقال بعضهم: حَدثنا حديث خَبَّاب: (يا هَنَتَاه, تَقَّربْ إلى الله بما استطعتَ, فإنك لن تَتَقّرب إليه بشىءٍ أحبَّ إليه من كّلامه). قال أبى: هذا كذا هو, فجعل ابن أبى دُؤاد ينظر إليه كالمغضب قال: وكانَ يتكلم هذا فأردّ عليه, ويتكلم هذا فأردّ عليه, فإذا انقطعَ الرجل منهم اعترضَ ابن أبى دُؤاد, فيقول: يا أمير المؤمنين, هو والله ضالٌ مُضلٌ مُبتدع! قال أبى: فيقول: كَلِّموه, ناظروه, فَيكلمنى هذا فأرد عليه, ويُكلمنى هذا, فأرد عليه, فإذا انقَطعوا يقول لى: - يعنى المعتصم - وَيحك يا أحمد! ما تَقول؟ فأقول: يا أمير المؤمنين, أعطونى شَيئًا من كتاب الله عزَّ وجلّ, أو سُنة رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتى أولَ به, فيقول ابن أبى دُؤاد: وأنتَ لا تقول إلا ما فى كتاب الله, أو سُنة

<<  <   >  >>