ابن جَعفر غُنْدَر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قَيس بن أبي حازم، عن جَرير بن عبد الله البَجَلي، قال: كُنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة أربع عشرة من الشهر؛ فنظر إلى البدر فقال:"أما إنّكُم سَتَرونَ ربّكُم ما تَرَونَ هذا البَدْرَ لا تُضامونَ في رُؤيتِه". فقال لأحمد بن أبي دؤاد: ما عندك في هذا؟ فقال: أنظُر في إسناد هذا الحديث. وكان هذا في أول يوم، ثم انصرف فوجه ابنُ أبي دؤاد إلى علي بن المديني وهو ببغداد مُملِقٌ لا يقدر على درهم، فأحضره فما كلَّمه بشيءٍ حتى وصله بعشرة آلاف درهم، وقال له: هذه وَصَلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه، وكان له رزق سنتين، ثم قال له: يا أبا الحسن، حديث جَرير بن عبد الله في الرّؤية ما هو؟ قال: صَحيح، قال: فهل عندك فيه شيء؟ قال: يُعفيني القاضي من هذا، فقال: يا أبا الحسن، هو حاجة الدَّهر، ثم أمر له بثياب وطيب ومَركب بسَرجه ولِجامه، ولم يَزل حتى قال له: في هذا الإسناد من لا يُعتمد عليه، ولا على ما يَرويه، وهو قَيسُ بن أبي حازم، إنما كان أعرابيًّا، بَوّالاً على عَقبيه، فقام ابنُ أبي دُؤاد إلى علي بن المديني فاعتَنقه، فلما كان من الغد وحَضروا، قال ابنُ أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين، يَحتج في الرؤية بحديث جَرير، وإنما رواه عنه قيس ابن أبي حازم وهو أعرابي بَوّال على عَقبيه. قال: فقال أحمد بن حنبل: فعلمت أنه من عمل علي بن المديني.