للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخَلق يَشهدون لك، ما تُبالي لو وردت على الله عز وجل الساعة، وجعل يُقبل يده ويَبكي، وجعل يقول: أوصني يا أبا عبد الله، فأشار إلى لسانه. ودخل سَوّار القاضي، فجعل يبشره ويُخبره بالرُّخص وذكر له عن مُعتمر، أنه قال: قال لي أبي عند موته: حدثني بالرخص. اجتمعت عليه أوجاع الحصر غير ذلك ولم يزل عَقله ثابتاً، وهو في خلال ذلك يقول: كم اليوم في الشهر؟ فأخبره. وكنتُ أنام بالليل إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناولُه، وقال لي: جئني بالكتاب الذي فيه حديث ابن إدريس، عن لَيث عن طاووس، أنه كان يَكره الأنين، فقرأتُه عليه، فلم يَئن إلا في اللَّيلة التي تُوفي فيها.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن أبي القاسم، قالا: أخبرنا حَمْد بن أحمد، قال: حدثنا أبو نُعَيْم الحافظ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عُمر، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال لي أبي في مرضه الذي تُوفي فيه: أخرج كتاب عبد الله بن إدريس، فأخرجتُ الكتاب، فقال: أخرج أحاديث لَيث بن أبي سُليم، فأخرجتُ الكتاب، فقال: أخرج أحاديث لَيث بن أبي سُليم، فأخرجتُ أحاديث ليث، فقال: اقرأ عليَّ حديث لَيث، قال: قلت لطلحة: إن طاوساً كان يَكره الأنين في المرض، فما سُمع له أنين حتى ماتَ رحمه الله، فقرأتُ الحديث على أبي، فما سَمعتُ أبي يَئن في مرضه ذلك إلى أن توفى رَحمه الله.

سياقُ ذكر حاله عند احتضاره

أخبرنا المحمدان: ابن عبد الملك، وابن ناصر، قالا: أخبرنا أحمد بن

<<  <   >  >>