للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا عبد الملك، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا أبو يعقوب الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله اللآل، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم الصرّام، قال: أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الغَسِيلي قال: أخذت هذه القصيدة من أبي بكر المرُّوذي، وذكر أن إسماعيل بن فُلان التّرمذي قالها، وأنشدها [في] أحمد بن حنبل وهو في سِجن المحنة:

تباركَ من لا يعلمُ الغيبَ غَيرُه ومَن لم يَزل يُثْنَي عَليه ويُذكَرُ

علا في السماوات العُلى فوقَ عرشه إلى خَلقه في البرّ والبَحر ينظرُ

سَميعٌ بصيرٌ لا نشكُّ مُدبرٌ وَمَنْ دونه عَبدٌ ذَليلٌ مُدبرُ

يدا رَبنا مَبسوطتانِ كِلاهُما تَسحَّان والأيدي من الخلق تَقْتُرُ

إذا فيه فكَّرنا استَحالت عُقولُنا فَأبنا حَيارى واضمَحلَّ التَّفكُّرُ

وإن نَقَّرَ المخلوقُ عن علم ذاتِه وعن كَيفَ كان الأمرُ ضلَّ المُنَقِّرُ

فلو وصف الناسُ البعوضَة وحدها بعلمِهمُ لم يُحكِموها وقَصَّروا

فكيفَ بمن لا يَقْدِرُ الخلقُ قَدْرَه ومَن هو لا يَبْلَى ولا يَتغيَّرُ

نُهينا عن التَّفتيش والبَحثِ رحمةً لنا وطَريقُ البحثِ يُردي ويُخْسِرُ

وقالوا لنا: قولوا ولا تَتعمَّقُوا بذلك أوصانا النَّبي المُعَزّرُ

فقُلنا وقلَّدنا ولم نَاتِ بدعةً وفي البِدْعة الخُسْران والحقُّ أنورُ

ولم نَرَ كالتسليم حِرزاً وَموئِلاً لمن كانَ يرجو أن يُثاب ويَحذَرُ

<<  <   >  >>