(٢) في (ب): النفسانيَّة. وفي هامشها: النفسيَّة. (٣) قول الشارح رحمه الله: (إذ الكلام من صفاته النفسية ... ) مخالفٌ لمعتقد أهل السنة والجماعة الذين أطبقوا على أن الكلام يتناول اللفظ والمعنى جميعًا، كما يتناول لفظ الإنسان للروح والبدن معًا، وأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال بالكلام النفسيّ يقول أولًا بخلق القرآن، ثم يثبت لله الكلام النفسيَّ لأنه لا بدّ له من إثبات صفة كلامٍ.
وأول من عُرف من أهل القبلة بأنَّه قال بخلق القرآن: الجعد بن درهم (ت ١٢٤ هـ) وأخذها عنه الجهم بن صفوان (ت ١٢٨ هـ) ثم تلقَّفها بشر المريسي (ت ٢١٨ هـ) وهو كان عين الجهميَّة وعالمهم في عصره، كما قال الذهبي في السبر (١٠/ ٢٠٠) ثم أخذها عنه أحمد بن أبي دؤاد (ت ٢٤٠ هـ) وهو الذي أغرى المأمونَ العباسيَّ بالمحنة، وإجبار الناس على القول بخلق القرآن، فافتتن خلقٌ كثير، وثبت إمام أهل السنة أحمد ابن حنبلٍ وجماعة قليلةٌ, وترخَّص آخرون, رحمهم الله أجمعين، فهذه هي بدايةُ إنكار كلام الله تعالى بالحرف، ولكن هل سُبق الجعدُ بهذه المقالة؟ ذكر ابن عساكرٍ وغيره خبرًا مفاده أنّ الجعد أخذ هذا عن بيانِ بن سمعان، عن طالوت بن أخت لبيد بن الأعصم، عن خاله لبيد -وهو اليهوديّ الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم- وكان يقول بخلق التوراة، انظر: البداية والنهاية (٩/ ٣٥٠) وهذه المسألة من أُمَّهات مسائل الاعتقاد، وقد وقع خلاف الناس فيها قديمًا، حتى ذكر ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- أنَّ أقوال الناس في الكلام بلغت تسعة، انظر: شرح العقيدة الطحاوية (١/ ١٧٢) وقد أُفردت فيها المصنفات والمؤلفات، من أشهرها: الحيدة في الرد على المريسي للكناني (٢٤٠ هـ) والرد على الجهميَّة والزنادقة للإمام أحمد (٢٤١ هـ) والرد على الجهميَّة لعثمان بن سعيد الدارمي (٢٨٠ هـ) ورسالة أبي نصر السجزي (٤٤٤ هـ) المسمَّاة بـ (رسالة إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت)، ورسالتا ابن قدامة -رحمه الله- (٦٢٠ هـ) حكاية المناظرة في القرآن مع =