للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأحداثِ أفقهَ منه (١)، وكان من الرُّماة المشهورينَ المذكورينَ في الصحابة، وهو معدودٌ من أهل الصُّفَّة (٢).

مات سنة أربعٍ وسبعين, ودُفن بالبقيع (٣).

(أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ضَررَ) خبرٌ بمعنى النهي، أي: لا يضرَّ الرجل أخاه فَيَنْقُصُ شيئًا من حقّه (ولا ضِرارَ) فِعالٌ بكسر أوّله، وفي رواية: (إضرار) (٤) قال ابن الصلاح: ولا صحَّة لها, أي: لا يجازي من ضرَّه بإدخال الضَّرر بل يعفو، فالضرر فعلُ واحدٍ، والضِّرارُ فعلُ اثنين.

أو الضَّرر: ابتداء الفعل، والضِّرار الجزاء عليه.

أو الأوَّل: إلحاقُ مفسدةٍ بالغير مطلقًا، والثاني: إلحاقها به على وجه المقابلة، / [١٢٦/ب] أي: كلٌّ منهما يقصِد ضرر صاحبه بغير جهة الاعتداء بالمثل، وحينئذٍ: فالجمعُ بينهما ليس للتأكيد بل للتأسيس (٥).


(١) انظر: طبقات الفقهاء للشيرازي (٥١).
(٢) أصحاب الصُّفَّة: بضمِّ الصاد وتشدد الفاء هي: مثل الظلة والسقيفة يؤوى إليها، وهي موضعٌ مظلَّل من المسجد يأوي إليه المساكين، وقيل: سمُّوا أصحاب الصُّفَّة: لأنَّهم كانوا يصفُّون على باب المسجد لأنهم كانوا غرباءَ لا منازل لهم. انظر: مشارق الأنوار (٢/ ٥٠). والقاموس المحيط (٨٢٨).
(٣) انظر: الإصابة (٣/ ٥٦).
(٤) قال ابن رجب: (لا ضرر ولا ضرار، هذه الرواية الصحيحة، ضِرارٌ بغير همزة، وروي «إضرار» بالهمزة، ووقع ذلك في بعض روايات ابن ماجه والدارقطنيِّ، بل وفي بعض نسخ الموطَّإ، وقد أثبت بعضهم هذه الرواية) جامع العلوم (٥٧٢). انظر: سنن الدارقطني (٥/ ٤٠٨). ولم أقف على تلك الرواية في سنن ابن ماجه، ولا في الموطَّإ.
(٥) ذكر في الفتحِ المبين (٥١٥): أنّ الجوهريَّ صاحب الصِّحاح قال: (هما بمعنىً)، ولم أجدْه في الصَّحاح.

<<  <   >  >>