للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مملوءةٌ من العبادة، إن أردتَ الوصول إليه فعليك بالذِّلَّة والِافتقار (١).

فائدةٌ (٢): جاء في بعض الآثار أنَّ بعض بني إسرائيلَ كان يتعبَّد في جَزيرةٍ ليس يعرفها أحدٌ، وأنبتَ الله له شجرةَ رُمّانٍ يأكلُ منها وعينَ ماءٍ، فبقيَ كذلك خمسمائة عامٍ، ثم سأل ربَّه أن يقبِضَه ساجدًا ففَعَل، فأخبر عنه -عليه السَّلام- أنه يؤتى به يوم القيامة (٣) فيقول له: اذهبوا به إلى الجنَّة بِرحمتي، فيقول: يا ربِّ بلْ بِعمليْ، فيقول: حاسِبوه على شكر نعمةِ حاسَّة البصرِ, فيحاسَبُ فلا تفي عبادتُهُ بها, فيقول: يا ربِّ أدخلني الجنَّة برحمتك، فيقول: اذهبوا به إليها برحمتي (٤).

«قال» أي: رسول الله «لمعاذٍ: لقد سألتَنيْ عن عظيمٍ» أي: عن شيءٍ عظيمٍ


(١) منهاج العابدين إلى جنَّة ربِّ العالمين (٢٤٧ - ٢٤٨).
(٢) في هامش نسخة (ب) تعليقٌ من الشَّبرخيتيِّ, حيث أورد الحديثَ كاملًا من مستدرك الحاكم, ولكن اكتفيتُ بما عند المصنِّف -رحمه الله- هنا؛ لطول ذاك الحديث المنكَر الذي ليس من الكتاب.
(٣) وفي (ب): (يدنو يوم القيامة).
(٤) أخرجه العقيليُّ في الضعفاء (٢/ ١٤٤)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٢٧٨) كلاهما من طريق اللَّيث بن سعد، عن سليمان بن هرم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما قال: (خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " خرج من عندي خليلي جبريل آنفًا فقال: يا محمَّد، والذي بعثك بالحق إن لله عبدًا من عبيده، عبد الله تعالى خمس مائة سنة .. ). ثم قال: «هذا حديث صحيح الإسناد، فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين» عقّبَ الذهبيُّ هذا بقوله: (لا واللهِ، وسليمان بن هرم غيرُ معتمدٍ) وفي ميزان الاعتدال (٢/ ٢٢٨) -بعد أن ضعّف سنده-نقد متنه أيضًا فقال: (قلت: لم يصحّ هذا، والله تعالى يقول: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ولكنه لا ينجي أحدًا عملُه من عذاب الله، كما صحّ، بلى، أعمالنا الصالحة هي من فضل الله علينا ومن نعمه، لا بحولٍ منَّا ولا بقوة، فله الحمد على الحمد له).

<<  <   >  >>