ومنورقة، والركن الثالث حيث يتعطف البحر من الجوف إلى المغرب حيث المنارة في الجبل الموفى على البحر، وفيه الصنم العالي المشبه بصنم قادس، وهو في البلد الطالع على بلد برطانية.
والأندلس شأمية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها، هندية في عطرها وذكائها، أهوازية في عظم جبايتها، صينية في جواهر معادنها، عدنية في منافع سواحلها؛ وفيها آثار عظيمة لليونانيين أهل الحكمة وحاملي الفلسفة، وكان من ملوكهم الذين أثروا الآثار بالأندلس هرقلش، وله الأثر في الصنم بجزيرة قادس، وصنم جليقية، والأثر في مدينة طر كونه الذي لا نظير له.
وفي غربي شنترين على مقدار خمسين ميلا فيما بين أشبونة وشنترة، في جبلٍ هناك كان حصناً فيما مضى، يوجد الحجر اليهودي، وهو على شكل البلوط سواء، ومن خاصيته تفتيت الحصى التي تكون في المثانة والكلية ويقع في الأكحال، وفي جوفي بطليوس على قدر أربعين ميلاً معدن المهى.
والأندلس دار جهاد وموطن رباط، وقد أحاط بشرقيها وشماليها وبعض غربيها أصناف أهل الكفر؛ وروى عن عثمان رضي الله عنه أنه كتب إلى من انتدب إلى غزو الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، وإنكم إن فتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الأخير والسلام؛ وعن كعب الأحبار أنه قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة. ودخل الأندلس رجل واحد من أصحاب النبي " - صلى الله عليه وسلم - "، قال عبد الملك بن حبيب: اسمه المنذر الإفريقي، وإنه