للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا تؤثر فيها. تُقرع يريد تُضرب، وإنما ضربه مثلاً لشرفه، وأنه لا يقدر أحد أن يفخر عليه بنسب وحسب.

ما كُنتُ أقذِفُ مِنْ عشيرةَ ظالمٍ ... إلاّ تركتُ صَفاهُمُ يتصدّعُ

قال أبو عبد الله: ويروى صفاتهم تتصدع. يقول وما قصدت أحداً من الشعراء إلا تركت صفاهم.

والصفا الحجارة، أي وإن كان شعرهم مثل الصفا، تصدع من جودة شعري.

أعددتُ للشعراء كأساً مُرّةً ... عندي مخُالطُها السمامُ المُنقَعُ

هلاّ نَهاهُم تسعةٌ قَتلتُهُم ... أو أربعونَ حَدَوتهُم فاستجمعوا

حدوتهم يقول سُقتهم. فاستجمعوا يقول فاستوسقوا واستجابوا لحدائي، وهو من قوله الله عز وجل:

{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} يريد اجتمع والله أعلم.

خَصّيتُ بعضهم وبعضُ جُدّعوا ... فشكا الهَوانَ إلى الخَصِى الأجدَعُ

قال أبو عبد الله: هذا فعل مكرر يريد خصيت واحداً بعد واحد. وقوله خصّيت يريد خصيت فثقله

لوزن الشعر. ويروى فخصيت بالتخفيف.

كانوا كمُشتركينَ لمّا بايعوا ... خَسِروا وشُفّ عليهمِ فاستُوضِعوا

قوله شف عليهم، يقول رُبح عليهم. والشف الفضل. والشف أيضاً: النقصان. وهو من الأضداد.

وهي حروف تأتي بمعنيين مختلفين، مثل السدف وهو الضوء، والسدف الظلمة، ومثل القشيب وهو

الجديد من الثياب، والقشيب الخلق، وهي حروف معروفة.

أفَيَنتهونَ وقد قضيتُ قضاءهُم ... أم يصطَلونَ حريقَ نارٍ تسفَعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>