للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تسفع، يقول هذه النار تُغير لون الوجه فتصيره إلى السواد والحمرة. وإنما أراد أن شعره كالنار

يغير وجوههم، لما يسمعون من هجائي إياهم، وذكري مثالبهم.

ذاقَ الفرزدقُ والأخيطلُ حَرّها ... والبارِقيُّ وذاقَ مِنها البَلتَعُ

قوله البارقي يعني سُراقة. والبلتع يعني المستنير بن أبي بلتعة العنبري.

ولقد قسمتُ لذي الرِقّاعِ هديةً ... وتركتُ فيهِ وَهيّةً لا تُرقَعُ

ويروى وتركت فيه وهية. قوله لذي الرقاع هو عدي بن الرقاع. وقوله وهية هي فعلية من الوهي

والضعف. تقول من ذلك وهي الأديم فهو يهي، وذلك إذا تخرّق.

ولقد صَككتُ بَني الفَدوكَس صَكّةً ... فلقوا كما لَقيَ القُرَيدُ الأصلَعُ

ويروى ولقد دققت بني فدوكس دقة. قوله فدوكس. هو جد الأخطل. والقريد الأصلع يريد الفرزدق.

قال أبو عبيدة، والأصمعي: كان الفرزق أصلع.

وَهنَ الفرزدقُ يومَ جَرّبَ سَيفَهُ ... قَينٌ بهِ حمُمُ وآمٍ أربعُ

ويروى خزي. ويروى وهن. وقوله جرّب سيفه، يريد يوم الأسير بين يدي سليمان بن عبد الملك.

وقد أملينا حديثه فيما مضى من الكتاب. وقوله آم أربع، يريد ولده أربع إماء، يعيره بذلك.

أخزيتَ قومكَ في مقامٍ قُمتهُ ... ووجدتَ سيفَ مجاشعٍ لا يقطعُ

لا يُعجبنّكَ أنْ ترى لمجاشع ... جَلدَ الرجالِ ففي القلوبِ الخَولَعُ

ففي القلوب الخولع، يقول: هم جبناء، يريد كأن أفئدتهم مخلوعة من الفزع.

<<  <  ج: ص:  >  >>