للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله فشحا يعني فتح جحافله، وهي شفتاه. وقوله جراف، يقول يجرف كل شيء إذا أكل. وقوله

هبلع، يقول: هو واسع الجوف. يقول إنما طعام بني مجاشع الخزير، يعيرهم بذلك.

ومجاشعٌ قَصبٌ هَوتْ أجوافُهُ ... غَرّوا الزبير فأيّ جارٍ ضَيّعوا

إنّ الرزيةَ مَنْ تضمّنَ قبرُهُ ... وادي السباعِ لكل جَنبٍ مَصرعُ

لمّا أتى خبرُ الزبيرِ تواضعتْ ... سُورُ المدينةِ والجبالُ الخُشّعُ

رفع الجبال بالخشع، وجعل الخشع خبراً. قال أبو عبد الله: المعنى والجبال خشع لذلك، ثم ادخل

الألف واللام على النعت، ودخول الألف واللام على النعت أفخم.

وبكى الزبيرَ بناتُهُ في مأتم ... ماذا يُرَدُّ بُكاء من لا يسمعُ

ويروى دعاء. ويروى ماذا يرد عليك من لا يسمع.

قالَ النّوائِحُ منْ قريشٍ إنما ... غَدرَ الحُتاتُ ولينُ والأقرعُ

لين يعني غالب بن صعصعة كان يلقب به. ويروى وغالب والأقرع.

تَركَ الزبيرُ على مِنىً لمجاشع ... سُوء الثناء إذا تقضّى المجمعُ

قتلَ الأجاربُ يا فرزدقُ جارَكُم ... فكُلوا مَزاوِدَ جارِكُم فتمتعوا

قوله قتل الأجارب، قال: الأجارب خمس قبائل من بني سعد، وهم: ربيعة، ومالك، والحارث - وهو

الأعرج - وعبد العُزى - وهو حمان - والحرام، بنو كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. قال أبو

عبيدة: وإنما سُموا الأجارب لأنهم نحروا جملاً جرباً، فأكلوا لحمه، وغمسوا أيديهم في دمه، وتحالفوا

وهم ولد كعب بن سعد. قال: وقاتل الزبير عمرو بن جرموز، أحد بني ربيعة بن كعب من الأجارب.

أحُبارَياتِ شَقائِقٍ مَوليّةٍ ... بالصيفِ صَعْصَعَهُنّ بازٍ أسفَعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>