للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عبيدة: فانجلوا هاربين، فأقبلوا حتى نزلوا لعلع، وهي مجدية، وقد أخصب الشيطان، فكان

مقاس يقول: ليت بكراً في هذا الخصب. وكان أكتل بن حيان العجلي طالب حاجة في بني نهشل بن

دارم، فلم يقضوها له، فرجع من الشيّطين إلى قومه بلعلع، فأخبرهم بخصب أرضهم الشيّطين،

فأجمعت بكر على الإغارة على بني تميم. قالوا إن في دين عبد المطلب، أن من قتل نفساً، قُتل بها،

فنغير هذه الغارة ثم نُسلم عليها. فارتحلوا بالذراري والأموال، ورئيسهم بشر بن مسعود بن قيس بن

خالد، فأتوا الشيطين في أربع، وما بينهم مسيرة أيام ثمانية فسبقوا كل خبر حتى صبّحوهم وهم لا

يشعرون فقاتلوهم فهزمت تميم. فقال رشيد بن رميض العنزي:

وما كانَ بين الشّيّطَين ولَعلَعٍ ... لِنِسوَتنا إلا مناقِلُ أربعُ

فجئنا بجمعٍ لم يرَ الناسُ مثلةُ ... يكادُ لهُ ظهرُ الوريعةِ يَظلَع

بأرعَنَ دَهمٍ تُنشَدُ البُلقُ وسطَهُ ... لهُ عارِضٌ فيهِ المَنيةُ تَلمع

إذا حانَ منهُ منزلُ القومِ أوقدتْ ... لأخراهُ أولاهُ سَناً وتَيَفّعوا

رفعوا نارهم على يفاع من الأرض لتُبصر نارهم.

صَبحنا بهِ سَعداً وعَمراً ومالِكاً ... فظلّ لهم يومٌ منَ الشر أشنع

وذي حَسبٍ من آلِ ضَبّةَ غادَروا ... يجُرُّ كما جُرّ الفَصيلُ المُقرّع

المقرع الذي به القرع، وهو جُدري فيجر في السباخ ليتفقأ ما به.

تَقَصّعَ يربوعٌ بِسرّةِ أرضِنا ... وليسَ ليربوعٍ بها مُتَقصّعُ

وقلتُ ليربوعٍ أسرُّ نَصيحَةً ... ولو أنّ يربوعاً إذا امتارَ يرفعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>