للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يخلو لنا صَحنُ العراقِ فإنهُ ... حِمىً منهمُ لا يُستطاعُ ممُنّعُ

فأجابه محرز بن المكعبر الضبي فقال:

فَخرتُمْ بيومِ الشّيّطين وغيركُمْ ... يضرُ بيومِ الشّيّطَين وينفعُ

وجئتُم بها مَذمومةً عنَزيّة ... تكادُ منَ اللومِ المُبينِ تظلَعُ

فإن بكُ أقوامٌ أصيبوا بغِرّةٍ ... فأنتم منَ الغاراتِ أخزى وأوجَعُ

فريقانِ منهمْ مَن أتى البحرُ دونه ... ومُودٍ كما أودَت ثمودُ وتُبّعُ

وما منكمُ أفناء بكرِ بن وائلٍ ... لغارتنا إلا ذَلولُ مُوقّعُ

وقال مقاس بن عمرو العائذي، واسمه مسهر، ومقاس لقب:

تمنّيتُ بَكراً بالعراقِ مُقيمةً ... وأنى لنا بكرٌ بأكاف عَرعر

نهيتُ تميماً أن ترُبّ نِحاءها ... وتطويَ أحناء الركيّ المُعوّرِ

حَلفتُ لهم باللهِ حَلفَةَ صادقٍ ... يميناً ومَن لا يتقِ اللهِ يفجُرِ

ليَختَلِطَنّ العامَ راعٍ مجُنّبُ ... إذا ما تلاقَينا بِراعٍ مُعشرِ

المجنب الذي لا لبن في إبله. والمعشر الذي قد نتجت إبله فصارت عِشرا. يقولف: نحن لا لبن لنا،

فنأخذ إبلهم ورُعاتها، فنخلطها بابلنا التي لا لبن لها.

فأعجلنَ ضَبا بالوَريعَة خُدعةً ... ويَربوعُها يَنفَقنَ في كُلّ محجَرِ

ضَبّاً يعني بني ضبة يقول: أعجلنها أن تخدع فتلزم الجُحر، وإنما هذا مثل، يقول: أغرنا عليهم قبل

أن ينذروا بنا.

وما كانَ رَوضا طيّئ غير شربَةٍ ... ولكنما كانا لنا شرِبَ أشهُرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>