(٢) وإنما سمي - رضي الله عنه - بالصديق لسبقه الناس إلى تصديقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إتيانه بيت المقدس من مكة, ورجوعه منه إلى منزله بمكة في تلك الليلة، وقد ورد في ذلك حديث عند الحاكم (٣/ ٦٥) (٤٤٠٧) من حديث عائشة - رضي الله عنها -، وقد صححه الألباني، وانظر الصحيحة (٣٠٦)، ومن فضائله أيضاً: أنه أول من آمن به من الرجال، وقد أسلم بدعوته خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، وكان رفيق النبي - صلى الله عليه وسلم - في الهجرة، وخليفة رسول الله في الصلاة بالناس، وفضائله كثيرة، وقد ألفت فيها الكتب، والرسائل، منها: "فضل أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه" لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق د. عبد العزيز بن محمد الفريح. و"الفضائل المجتمعة في الخلفاء الأربعة" للإمام السيوطي، تحقيق د. طارق الطواري. و"فضائل الصديق" لأبي طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشاري. تحقيق وتخريج عمرو بن عبد المنعم. و"تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق" لأبي القاسم المقدسي، تحقيق محيي الدين مستو. و" أبو بكر الصديق" لمحمد رضا. (٣) روى الترمذي (١/ ٣١٥) (١٦٩)، وأحمد (١/ ٣٤) من طريق علقمة عن عمر بن الخطاب قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين، وأنا معهما)، والحديث صححه الشيخ الألباني - رحمه الله - والأرناؤوط. وروى أحمد (٤/ ٢٢٧) عن شهر بن حوشب عن بن غنم الأشعري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: [لو اجتمعتما في مشورة ما خالفتكما] قال الشيخ الأرناؤوط: (إسناده ضعيف لضعف شهر بن حوشب، وحديث عبد الرحمن بن غنم عن النبي مرسل)، والحديث ضعفه الشيخ الألباني - رحمه الله - وانظر السلسلة الضعيفة (١٠٠٨). (٤) قال الشيخ محمد رضا: [وقيل كنى بأبي بكر لابتكاره الخصال الحميدة.]. (٥) روى أبو داود (٢/ ١٢٩) (١٦٧٨)، والترمذي (٥/ ٤١٦) (٣٦٧٥)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (١/ ٤٨٠) (١٦٦٠) من طريق هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: [أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما أن نتصدق، فوافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أبقيت لأهلك؟ " فقلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكل ما عنده، فقال له: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أبقيت لأهلك؟ " قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا]. والحديث حسنه الشيخ الألباني - رحمه الله -. وروى البخاري (١/ ١٧٧) (٤٥٤)، ومسلم (٤/ ١٨٥٤) (٢٣٨٢) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس على المنبر، فقال: عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا، وبين ما عنده، فاختار ما عنده، فبكى أبو بكر، وبكى، فقال: فديناك بآبائنا، وأمهاتنا. قال: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا به. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن أمنّ الناس علي في ماله، وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن إخوة الإسلام، لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر]. والأحاديث في ذلك كثيرة، وقال الشيخ محمد رضا في كتابه: "أبو بكر الصديق": [لما أسلم آزر النبي - صلى الله عليه وسلم - في نصر دين الله تعالى بنفسه، وماله. وكان له لما أسلم ٠٠٠ ,٤٠ درهم أنفقها في سبيل الله، مع ما كسب من التجارة. قال تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى. الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى. وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى. وَلَسَوْفَ يَرْضَى} وقد أجمع المفسرون على أن المراد به أبو بكر. وقد رد الفخر الرازي على من قال إنها نزلت في حق علي رضي الله عنه].