للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٣٠ - وَمِنْ بَعْدِهِ الْفَارُوقُ (١). . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . . . . . .


(١) روى ابن سعد في الطبقات (٣/ ٢٧٠) عن أيوب بن موسى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن الله جعل الحق على لسان عمر، وقلبه، وهو الفاروق فرق الله به بين الحق، والباطل] وهذا إسناد معضل. وقال عبدالسلام بن محسن آل عيسى في كتابه: "دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه" (١/ ٧٨: ٨١): [وأمّا لقبه رضي الله عنه فهو (الفاروق)، وهو - رضي الله عنه - جدير بهذا اللقب، فإنه ممن فرق الله به بين الإسلام، والكفر بعد إسلامه. وبعد توليه الخلافة، وظهر به الإسلام، وخفقت راياته في أرجاء المعمورة.
وقد اختلف فيمن لقّبه بهذا اللقب، فقيل إن الذي لقّبه بذلك هم أهل الكتاب. قال الزهري رحمه الله: وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر من ذلك شيئاً.
وقيل: إن الذي لقّبه بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه قال: "إن الله جعل الحقّ على لسان عمر، وقلبه، وهو الفاروق فرق الله به بين الحقّ، والباطل".
وكلتا الروايتين لم تثبتا، ولعل الصواب أن الذين لقّبه بذلك هم المسلمون، لأن الإسلام عز وظهر بإسلامه كما ثبت ذلك في الصحيح، ولا مانع أن يكون أهل الكتاب لقبوه بذلك لما رأوا من عدالته، وظهور الحقّ على يديه.

<<  <   >  >>