(٢/ ٢٣٤): [ذكر إجماع التابعين من الحرمين مكة والمدينة والمصرين الكوفة والبصرة ...] ثم أخذ يسوق هذه الأسانيد ... وقال ابن أبي العز الحنفي شرح العقيدة الطحاوية (ص/١٧٩): [الطحاوي رحمه الله يقول: كلام الله منه بدا، وكذلك قال غيره من السلف، ويقولون: منه بدا وإليه يعود، وإنما قالوا: منه بدا؛ لأن الجهمية من المعتزلة، وغيرهم كانوا يقولون: إنه خلق الكلام في محل فبدأ الكلام من ذلك المحل. فقال السلف: منه بدا، أي هو المتكلم به، فمنه بدا لا من بعض المخلوقات كما قال تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (الزمر:١)، {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي} (السجدة: ١٣) {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقّ} (النحل: ١٠٢)، ومعنى قولهم: وإليه يعود -: يرفع من الصدور، والمصاحف فلا يبقى في الصدور منه آية، ولا في المصاحف، كما جاء ذلك في عدة آثار]. (٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٣/ ٤٠١): [والقرآن الذي أنزله الله على رسوله هو هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون، ويكتبونه في مصاحفهم، وهو كلام الله لا كلام غيره، وإن تلاه العباد وبلغوه بحركاتهم، وأصواتهم فإن الكلام لمن قاله مبتدئاً، لا لمن قاله مبلغاً مؤدياً، قال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَامَنَهُ} (التوبة: ٦) وهذا القرآن في المصاحف كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (البروج:٢١ - ٢٢)، وقال تعالى: {يَتْلُو صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} (البينة:٢، ٣)، وقال: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (الواقعة:٧٧،٧٨)، والقرآن كلام الله بحروفه، ونظمه، ومعانيه، كل ذلك يدخل في القرآن، وفي كلام الله ...].