فائدة: قال الثعالبي في فقه اللغة: (في تَرْتِيبِ مَقَادِيرِ الحِجَارَةِ عَلَى القِيَاسِ والتَّقْرِيبِ): إذا كَانَتْ صَغِيرَةً فَهِيَ حَصَاة فإذا كَانَتْ مِثْلَ الجَوْزَةِ وصَلُحَتْ للاسْتِنْجَاءِ بِهَا فهِيَ نُبْلَة وفي الحديث: (اتَّقوا المَلَاعن وأعِدُّوا النُّبَلَ). يعنِي عِنْدَ إتْيانِ الغَائِطِ فإذا كَانَتْ أعْظَمَ مِنَ الجَوْزَةِ فَهِيَ قُنْزُعَة فإذا كَانَتْ أعْظَمَ مِنْهَا وصَلحَتْ للقَذْفِ فَهِيَ قِذَاف وَرُجْمَة ومِرْدَاة (وُيقَالُ إنَّ المِرْدَاةَ حَجَرُ الضَّبِّ الذِي يَنْصِبُهُ عَلامَةً لجُحْرِهِ) فإذا كَانَتْ مِلءَ الكَفِّ فَهِيَ يَهْيَرّ، فإذا كَانَتْ أعْظَمَ مِنْهَا فَهِيَ فِهْر، ثُمَّ جَنْدَل، ثُمَّ جَلْمَدٌ، ثُمَّ صَخْرَةٌ، ثُمَّ قَلْعَة (وهي الّتي تَنْقَلِعُ مِن عُرْضِ جَبَل وبها سُمِّيَتِ القَلْعَةُ الّتي هي الحِصْنُ)]. (٢) يشير الناظم - رحمه الله - إلى ما رواه مسلم (٤/ ١٧٨٢) (٢٢٧٧)، وغيره عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن). (٣) يشير إلى ما رواه البخاري (١/ ١٢٨) (٣٢٨)، ومسلم (١/ ٣٧٠) (٥٢١) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا، وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). وهذا الحديث عدّه الكتاني، وغيره من المتواتر، وانظر نظم المتناثر (١/ ٢٩٦) (٢٥٧)، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١/ ٤٣٧): [قوله: (نصرت بالرعب) زاد أبو أمامة: (يقذف في قلوب أعدائي) أخرجه أحمد، قوله: (مسيرة شهر) مفهومه: أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة، ولا في أكثر منها، أما ما دونها، فلا، لكن لفظ رواية عمرو بن شعيب: (ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينهم مسيرة شهر) فالظاهر اختصاصه به مطلقا، وإنما جعل الغاية شهرا، لأنه لم يكن بين بلده، وبين أحد من أعدائه أكثر منه - قلت (المحقق): وعقب على هذه العبارة الشامي في سبل الهدى (١٠/ ٣١٦) بقوله: [وقال تلميذه الخضري: وهذا فيه نظر، بل دعوته بلغت أطراف البلاد البعيدة مما مسيرته أكثر من شهر، وكل من لم يجبه إلى الإسلام، فهو عدوه اللهم إلا أن تحمل العداوة على من راسله، واستمر على المخالفة والمنابذة. قلت: الظاهر أن مراد الحافظ بالعداوة هنا من تصدى لقتال، والله تعالى أعلم]-، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر، وهل هي حاصلة لأمته من بعده؟ فيه احتمال].