(٢) ظاهر ما قاله الناظم - رحمه الله - في هذا البيت فيه نظر؛ حيث أن قوله: مهما - وهي من أدوات الشرط التي تجزم فعلين - من صيغ العموم، فالظاهر أنه قصد إثبات عموم التظليل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حيث سار، مع أن الثابت هو التظليل للنبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض الحيان قبل البعثة لا بعدها، فلعل الناظم - رحمه الله - قصد إثبات العام المخصوص، كما ذكرت، والله أعلم. ويوضحه ما قاله العجلوني في كشف الخفاء (١/ ١٥٧) تحت عنوان: (إظلال الغمامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم): [رواه القاضي عياض في الشفاء، وعزا الرواية أن خديجة ونساءها رأينه حين قدم من سفره لبصرى وملكان يظللانه، فذكرت ذلك لميسرة غلامها، فأخبرها أنه رأى ذلك منذ خرج معه في سفره. وروي أن حليمة رأت غمامة تظلها وهو عندها، وروي ذلك عن أخيه من الرضاعة. ومن ذلك أنه نزل في سفر له قبل مبعثه تحت شجرة يابسة فاعشوشب ما حولها وأينعت هي وتدلت عليه أغصانها بمحضر من رآه. وفي خبر آخر مالت إليه الشجرة حتى أظلته. انتهى. وروى ابن إسحاق معضلا أنه لما خرج مع عمه إلى الشام في جماعة نزلوا قريبا من صومعة بحيرى، وصنع لهم طعاما كثيرا؛ لأنه فيما يزعمون رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أقبل، وغمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوا، فنزلوا في ظل