للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٨ - وَكَانَتْ لَهُ فِي الزَّادِ وَالْمَاءِ آَيَةٌ ... . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيها ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم - صلى الله عليه وسلم - ثم أراضوا، ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها، وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزلا ضحى مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب، وقال: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد؟ والشاة عازب حيال، ولا حلوبة في البيت قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا، وكذا قال: صفيه لي يا أم معبد قالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثحلة، ولم تزر به صعلة، وسيم في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صهل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة أزج أقرن، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا هذر، ولا تزر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، ربع لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به، إن قال أنصتوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود لا عابس، ولا مفند. قال أبو معبد: هو، والله صاحب قريش الذي ذكر لنا أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن جدت إلى ذلك سبيلا ...] والحديث قد ورد من عدة طرق لا تخلو من مقال، وقد اختلف فيه العلماء تصحيحاً، وتضعيفاً، وقد علمت أنه قد أفرده بالتصنيف قوم منهم: أحمد محمود بن بداة الحسني في: " شرح حديث أم معبد في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -"، وعبد العزيز الرفاعي في: "الرسول كأنك تراه، حديث أم معبد"، علي وحسن عبد الحميد الحلبي في: "التعليق الأحمد على قصة أم معبد". وقد جمع طرقه الدكتور سليمان بن علي السعود في كتاب " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة" (ص١٥٢ - ١٦٣)، والدكتور أكرم ضياء العمري في كتاب " السيرة النبوية الصحيحة" (١/ ٢١٢ - ٢١٥)، والحديث قد حسنه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في تعليقه على فقه السيرة (ص ١٦٨) فقال: ثم وجدت الحديث موصولا أخرجه الحاكم (٣/ ٩ - ١٠) من حديث هشام بن حبيش وقال: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي وفيما قالاه نظر، وقال الهيثمي (٦/ ٥٨): رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. لكن للحديث طريقين آخرين أوردهما الحافظ ابن كثير في البداية (٣/ ١٩٢ - ١٩٤) فالحديث بهذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن. اهـ.

<<  <   >  >>