للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠١ - وَفَاضَ نَمِيرُ الْمَاءِ (١) مِنْ بَينِ أُصْبَعَيْهِ ... فَالنَّاسُ ذُو وِرْدٍ وَآَخَرُ ذُو صَدْرِ

١٠٢ - وَفِي يَوْمِ أُحْدٍ رَدَّ عَينَ قَتَادَةَ ... فَعَادَتْ كَمَا كَانَتْ (٢) فَسَلْ كُلَّ ذِي خُبْرِ


(١) قال الخليل بن أحمد في كتاب "العين" حرف الراء، باب: الراء، والنون، والميم ... : [النَّمير من الماء: العَذْب الهَنِيء المَريء المُسْمِن النّاجع]، والماء الذي يخرج من بين أصابع النبي - صلى الله عليه وسلم - زيادة على ذلك أنه مبارك، كما قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الدارمي (١/ ٢٨) (٢٩) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: [كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، إنا بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس معنا ماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اطلبوا من معه فضل ماء، فأتي بماء فصبه في الإناء، ثم وضع كفه فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال: حي على الطهور المبارك، والبركة من الله - تعالى -، فشربنا، قال عبد الله: كنا نسمع تسبيح الطعام، وهو يؤكل]، وقال حسين أسد: إسناده صحيح.
(٢) بل الموافق للحديث أنها عادت كأحسن عينيه، وأحدهما، ويشير الناظم - رحمه الله - إلى الحديث الوارد في ردِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لعين قتادة بن النعمان - رضي الله عنه -، والحديث ورد من طريقين لا تخلو أسانيدهما من مقال.
١ - فورد من طرق عن عاصم بن عمر بن قتادة، واختلف عليه فيه، وصلاً، وإرسالاً.
أ- فرواه ابن إسحاق في سيرته (ص/٣٠٨)، والبيهقي في "الدلائل" (٣/ ٢٥١) مرفوعاً عنه [أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها، فأخذها قتادة بن النعمان، فكانت عنده، وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته. قال محمد بن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ردها بيده، فكانت أحسن عينيه، وأحدهما]. وهذا سند معضل.
ب - وورد من طرق عن عاصم عن جده قتادة به، فرواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى" (٣/ ٤٥٢)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٦/ ٤٠٠) (٣٢٣٦٤) من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عنه به. ورواه البيهقي في "الدلائل" (٣/ ٢٥١) من طريق ابن الغسيل عنه به. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٢٨٠) من طريق إبراهيم بن جعفر عن أبيه عنه به. وهذا إسناد منقطع بين عاصم، وجده قتادة.
ج - وورد من طرق موصلاً عن عاصم عن أبيه عن جده به، فرواه الطبراني (١٩/ ٨) (١٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٢٨٠ - ٢٨١) من طريق عبدالله بن الفضل عن أبيه عن جده عن عاصم - كذا في رواية الطبراني، وأظن أن زيادة عن عاصم خطأ؛ لأن جد عبدالله بن الفضل، هو عاصم - عن أبيه عن قتادة به. وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٥٢٥): [وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم]. ورواه أبو يعلى (٣/ ١٢٠) (١٥٤٩)، والبيهقي في "الدلائل" (٣/ ٩٩ - ١٠٠، ٢٥٢) من طريق عبدالرحمن بن سليمان بن غسيل عنه به. وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ٥٢٥): [وفي إسناد أبي يعلى يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف]. ورواه الدارقطني، وابن شاهين كما عزاه ابن حجر في الإصابة لهما، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٢٨١) من طريق عبدالرحمن بن يحيى العذري عن مالك عنه عن محمود بن لبيد عن قتادة مرفوعاً به. وعبدالرحمن العذري عن مالك، قال عنه العقيلي في الضعفاء: مجهول. وقد حكم العراقي في تخريج الإحياء (٢/ ٣٣٠) على الحديث من هذه الطريق بالاضطراب.
٢ - وورد من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة يحدث عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري عن قتادة به، عند البيهقي في "الدلائل" (٣/ ٢٥٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٢٨١ - ٢٨٢)، وهذا إسناد ضعيف جداً، فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال عنه الذهبي في الكاشف: تركوه، قال عنه ابن حجر في التقريب: متروك. والطريق الأول عن عاصم بن عمر معل بالإرسال، والطريق الثاني ضعيف جداً لا يصلح لتقويته، وعليه فالحديث ضعيف الإسناد.
تنبيه: قال الشامي في سبل الهدى والرشاد (١٠/ ١٨): [في بعض طرق القصة: أن ذلك كان في بدر، وفي بعضها في أحد، وبعضها في وقعة الخندق، وفي بعضها أن عينيه أصيبتا معا، وصحح ابن الأثير القول بسقوط إحدى عينيه.]، وقد رجح ابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٢٩٤) أن عين قتادة أصيبت في أحد.

<<  <   >  >>