للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٠ - وَرَوَى مِنَ الْمَاءِ الْيَسِيرِ عِصَابَةً (١) ... وَأَمثَالُهَا يَظْمَى (٢) عَلَى غَيْرِ مَا نَهْرِ (٣)


(١) وأحاديث نبع الماء من بين أصابعه الشريفة - صلى الله عليه وسلم - متواترة، قال الكتاني في نظم المتناثر (ص/٣٠٤): [قصة نبع الماء من أصابعه - صلى الله عليه وسلم -:- نقل الشهاب في شرح الشفا عن النووي، ويعني في شرح مسلم أنها متواترة، وقال القرطبي: تكررت منه - صلى الله عليه وسلم - في عدة مواطن في مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة يفيد مجموعها العلم القطعي المستفاد من التواتر المعنوي، وقال عياض في الشفا: قصة نبع الماء، وتكثير الطعام رواها الثقات، والعدد الكثير عن الجم الغفير عن العدد الكثير من الصحابة، ومنها ما رواه الكافة عن الكافة متصلا عمن حدث بها من جملة الصحابة، وأخبارهم أن ذلك كان في مواطن اجتماع الكثير منهم يوم الخندق، وفي غزوة بواط، وعمرة الحديبية، وغزوة تبوك، وأمثالها من محافل المسلمين، ومجتمع العساكر، ولم يوثر عن أحد من الصحابة مخالفة للراوي فيما حكاه، ولا إنكاره لما ذكر عنهم أنهم رأوه كما رآه إلى أن قال: فهذا النوع كله ملحق بالقطعي من معجزاته كما بيناه اهـ وراجع المواهب، وشرحها]. وأذكر منها على سبيل التمثيل ما رواه البخاري (٣/ ١٣١٠) (٣٣٨٣) عن جابر بن عبد اله رضي الله عنهما قال: [عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه فقال (ما لكم). قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا. قلت كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة].
(٢) بالأصل: يصدى، وفي الهامش تصويبها لـ: (يظمى)، وقال الخليل بن أحمد في كتاب "العين" حرف الصاد، باب الصاد مع الدال ... : [والصَّدَى: العَطَشُ الشديد ولا يكون ذلك حتى يجفَّ الدماغُ ويَيَبْس ولذلك تنشق جِلْدَةُ جَبْهةِ من يموتُ عَطَشا ...].
(٣) والمعنى أن هذه العصابة من الكثرة بمكان، بحيث لا يرويها إلا أن تكون على أنهر.

<<  <   >  >>