٢ - أن السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب الدعاء له بأن تحل عليه بركة اسمه تعالى، وبمعنى السلامة من العيوب، والنقائص، ونحو ذلك، وقد روى أبو داود (٢/ ٧٦) (١٤٧٩)، والترمذي (٥/ ٢١١) (٢٩٦٩)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٢/ ١٢٥٨) (٣٨٢٨)، وأحمد (٤/ ٢٦٧) من طريق عن زر بن عبد الله الهمداني عن سبيع الكندي عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن الدعاء هو العبادة)، صححه الشيخ الألباني، والأرناؤوط، فصح بذلك أن السلام عمل صالح. ٣ - أن السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - يستلزم الإيمان به، ومحبته، وهذا واضح فيما عدده الناظم في الأبيات السابقة من فضائل، ومدح للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وكل هذا من الأعمال صالحة. ثانياً: روى أبود داود (٢/ ٢١٨) (٢٠٤١)، وأحمد (٢/ ٥٢٧) من طريق حيوة عن أبي صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ".وحسنه الشيخ الألباني، والأرناؤوط، فهذا هو وجه توسله بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - في رده السلام عليه. ولا يفوتني هنا التنبيه على أن جعل السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - من باب التوسل بالعمل الصالح له شبه بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الإمام مسلم (١/ ٢٨٨) (٣٨٤) من حديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) فكل من الصلاة على النبي، وطلب الوسيلة له من الأعمال الصالحة التي يتوصل بها إلى مقصود معين، كالصلاة من الله تعالى على المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو نيل الشفاعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - مجازاة لطلبه الوسيلة له. وعليه فقد ظهر بذلك أن الصلاة، والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - من أفضل القرب إلى الله - عز وجل -، وبذلك يستقيم التوسل إلى الله - عز وجل - بهما. وقد أطلت في بيان هذا الأمر الواضح؛ لأن ظاهر عبارة المؤلف فيها بعض الغموض.