وعليه فعبارته هنا، وفي فيما من مثيلاتها في الأبيات التالية تكون من باب الخبر الذي أريد به الإنشاء، وبمعنى آخر: أنها من باب إطلاق المسبب، وإرادة سببه كنحو قوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً} فقد أطلق الله تعالى الرزق وأراد المطر، لأن المطر سبب الرزق. (٢) أي أقوي به ظهري، والأزر الظهر من موضع الحقوين، ومعناه تقوى بها نفسي، والأزر: القوة، وآزره: قواه، ومنه قوله تعالى: {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظ} (الفتح: ٢٩) وقال أبو طالب: أليس أبونا هاشم شد أزره ... وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب وقيل: الأزر العون، أي تكون بركة هذا الدعاء عونا يستقيم به أمري، قال الشاعر: شددت به أزري وأيقنت أنه ... أخو الفقر من ضاقت عليه مذاهبه. وانظر تفسير القرطبي عند قوله تعالى: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (طه:٣١). (٣) أي في درجات الجنة، وإنني لألمح في هذه الأبيات بعض المغالاة من الناظم، وذلك في بيان ما يرجوه من ثواب على سلامه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، إلا أنه والحمد لله بعيد عن الشرك. (٤) وهذا من باب قوله - صلى الله عليه وسلم - (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي (٤/ ٣٥٥) (١٩٨٧)، وقال: حسن صحيح، والدارمي (٢/ ٤١٥) (٢٧٩١)، وأحمد (٥/ ١٥٢) كلهم من طريق سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن أبي شيب عن أبي ذر - رضي الله عنه - به، والحديث حسنة الشيخ الألباني - رحمه الله -، وحسنه الشيخ الأرناؤوط لغيره.