للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفلقن هامًا من رجال أعزة … علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقلت: ارفع عصاك اشهد أني رأيت رسول الله واضعًا حسينًا على فخذه اليسرى واضعًا يده اليمنى على رأس الحسن واضعًا يده اليسرى على رأس الحسين وهو يقول: "اللهم إني استودعتكهما وصالح المؤمنين" فكيف كان حفظك يا يزيد وديعة رسول الله (١).

وبإسناده قال: وضع رأس الحسين بين يدي يزيد وعنده أبو برزة فجعل يزيد ينكب بالقضيب على فيه ويقول:

يفلقن هاما …

فقال أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لربما رأيت رسول الله واضعًا فاه على فيه يلثمه (٢). وهذا يدل على .... (٣).

وروى بإسناده أن الحسين لما أزف القتال قال: ألا تقبلون مني ما كان


(١) عزاه ابن الجوزي في كتابه عن يزيد إلى ابن أبي الدنيا ورقة (١٤/ أ) وانظر ١٥/ ب.
وقال شيخ الإسلام عن حديث توديع المؤمنين الحسن والحسين: فهذا لا يعرف في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها. منهاج السنة (٤/ ٥٦١) وقال أيضًا: والذي ثبت في الصحيح أن الحسين لما قتل حمل رأسه إلى قدام عبيد الله بن زياد، وأنه نكت بالقضيب على ثناياه وكان بالمجلس أنس بن مالك وأبو برزة الأسلمي، ففي صحيح البخاري عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال: أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين فجعل في طست فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئًا، فقال أنس: كان أشبههم برسول الله ، وكان مخضوبًا بالوسمة، وقال: وقد روي بإسناد مجهول أن هذا كان قدام يزيد وأن الرأس حمل إليه وأنه هو الذي نكت على ثناياه. وهذا مع أنه لم يثبت ففي الحديث ما يدل على أنه كذب، فإن الذين حضروا نكته بالقضيب من الصحابة، لم يكونوا بالشام وإنما كانوا بالعراق. منهاج السنة (٤/ ٥٥٦) وقد روى ابن جرير في تاريخه (٥/ ٤٥٦) عن أبي مخنف أن كلام زيد بن أرقم كان مع عبيد الله بن زياد وليس مع يزيد بن معاوية ولم يذكر حديث توديع الحسن والحسين.
(٢) أخرجه ابن جرير بسنده (٥/ ٤٦٥) عن طريق هشام الكلبي عن أبي مخنف وعزاه ابن الجوزي في كتابه عن يزيد إلى ابن أبي الدنيا ورقة (١٦٠/ أ).
(٣) مقدار كلمتين لم استطع قراءتها.

<<  <   >  >>