وأُبي بن كعب، وزيدُ بن ثابت، وأبو الدرداء، وسعدُ بن عُبَيد، وبقيَ على مجمَعٍ بن جاريةَ سورة أو سورتين "، وروى موسى بن عُقبة عن شيخٍ مِن ولدِ عُبادة ابن الصامت، عن عبادة بن الصامت قال: "جمعَ القرآنَ أبيُّ بن كعب، وعُبادةُ بن الصامت، ومعاذُ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو الدرداء، وعثمان ابن عفان ".
وأكثرُ هذه الروايات مختلفة متفاوتةٌ مضطربة على ما نراها من الزيادة
والنقصان، عن الرجال وعن الرجل الواحد أيضاً، وليس فيهم أحدٌ أخبرَ
بذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد الصحابة أو جماعةٍ منهم بلفظٍ يقتضي لا محالةَ نفيَ حافظِ القرآن غيرَ مَن ذكره، وقد يجوز إن صحّت الأخبارُ عن هؤلاء القوم أن يكون ذلك إخباراً عن تقديرهم وغالب رأيهم واجتهادهم، وأن يكون معناها ما سنذكره فيما بعد، وإذا أُحصيَ عددُ مَن ذُكر في هذه الأخبار من الحفّاظ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا نحو خمسةَ عشرَ رجلاً، لأنه قد ذُكر منهم: أُبيٌّ، ومعاذٌ، وسالم، وزيدُ بن ثابت، وعبدُ الله بن مسعود، وأبو زيد، ومَجمَع، وأبو الدرداء، وسعدُ بن عُبَيد، وتميمٌ الداريّ، وأبو أيوبٍ الأنصاريّ، وعُبادةُ بن الصامت، وعليُّ بن أبي طالب، وعثمانُ بن عفان، وهؤلاء أربعةَ عشرَ رجلاً من المهاجرين والأنصار، والمعترضُ علينا بهذه الأخبار وبهذا الضربِ من المطالبة والسؤال أراد أن يجعلَ الحفّاظَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة نفرٍ فقط، والأخبارُ التي حاول التعلُّق بها تُوجبُ أنّ الحفّاظ أضعافَ ما قاله.