ثم أتبعوا ذلك بقوله:(فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) ، وهذا تمامُ قولِ إبراهيم لهم:(فابتغوا عندَ الله الرزق واعبُدوه واشكُروا له إليه ترجعون) ، وهذا - زعموا - تخليط ظاهر وبتر للكلامِ وقطعٌ له عن صلته وخلطِه بما ليس منه بسبيل.
فيقال لهم: ليس الأمرُ في هذا على ما توهمتم، وذلك أن الله سبحانه
هو الذي رتبه كذلك، ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما بيناه من قبلُ وما سنوضحُه فيما بعد، فأما ظنكم أن هذا بترُ للكلام وإفساد له فإنّه جهل وذهاب عن معرفة فضل الفصاحة والقدرة على التصرفِ في الكلام، لأنّ أهل اللغة يعُدّون هذا الباب من ضروبِ الفصاحة والبلاغةِ والقدرةِ على