للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإما أن تقروا بتدوين هذه الخطب فيسقط أصل دعواكم وإما أن تقروا بعدم اطلاعكم عليها فيسقط سبب داعوكم فماذا أنتم قائلون؟.

ألستم معنا أن هذه فضيحة، من أفضح فضائحكم، أيها البهاليل العظام؟

الثاني: خطب الرسول لم تستبعد عن التدوين:

إن ما أخذناه عليكم في المحور الأول هو ثلمة في العقل، أعني أنكم أوتيتم من قِبَل عقولكم، فكان خزي الخلل مضروباً عليكم من كل جهة.

أما ما نأخذه عليكم في هذه المحور (الثاني) فسببه الجهل بموضوع النزاع وهو خطب الرسول - صلى الله عليه وسلم -. أنتم تقولون أنها لم تدوَّن بسبب رفض الأمراء لها، وطاعة علماء لهم في هذا الرفض ونحن نقول: هذه فرية فيها من الرعونة، ما يحجب ضوء الشمس ونور القمر. وأقبح الجهل ما كان أرعن.

مصادر جمع وتدوين خطب الرسول - صلى الله عليه وسلم -

ليس من حق الجاهل بأمر أن يجعل جهله هو الفاصل في حقيقة ذلك الأمر، وهذا ما وقع فيهو منكرو السنة المعاصرين. فإن جهلهم بتدوين خطب الرسول حملهم على القول الشنيع الذي تقدم، وهو أن أكثر من خمسمائة خطبة نبوية لم يدونها رواة الحديث بأمر من حكام عصر التدوين، لأن تلك الخطب ضد أنظمة الحكم التي كانت سائدة في عصر التدوين.

وهذا ادعاء كاذب بكل تصوراته، فقد شمل التدوين الأمين خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ جمعت السنة مع مطلع القرن الثاني الهجري.

ولها الآن وجودان:

الأول: تدوين خطب النبي تدويناً مفرقاً ومبثوثاً في كتب الحديث والسيرة والتاريخ، وبعض كتب الإعجاز القرآني. وهذا هم المصدر الأول للوقوف على خطبه عليه الصلاة والسلام.

<<  <   >  >>