الثاني: في العصر الحديث قام اثنان من علماء تونس بجمع خطب النبي في مصنفين متداولين.
الأول: للشيخ محمد خليل الخطيب بعنوان (إتحاف الآنام بخطب رسول الإسلام) .
والثاني: وهو رسالة علمية جامعية بعنوان (خطب الرسول - صلى الله عليه وسلم -) جمعها وتبويبها ودراستها للدكتور عمر القطيطى التونسي.
وقد حرص على جمع تلك الخطب، وتوثيقها علمياً ببيان المراجع التي ذكرتها، وحققها تحقيقاً ممتازاً، وقام تبويباً فنياً منتظماً. ثم وضع عليها دراسة فقهية وبلاغية لم يسبقه إليها أحد، وتقع في أكثر من ستين ومائتى صفحة من القطع المتوسط
. ولم يقتصر على جمع الجمعة، بل شمل عمله الخطب التي قالها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المناسبات المختلفة. كالعيدين، والخسوف والكسوف.
وذكر المؤلف إمارات التمييز بين الخطب والأحاديث النبوية المجردة:
مثل: يا أيها الناس - وكان على المنبر، حمد الله واثنى عليه ثم قال - كان رسول الله يخطب - كان على الصفا - كان على القصواء إلخ.... إلخ.
هذا ما جهله منكرو السنة، الذين جعلوا من جهلهم إماماً يأتمون به؟!.
فماذا يقولون بعد هذه الحقائق الناصعة؟ ، هل ما يزالون يدعون أن خطباً خمسمائة أهملها التدوين الباطل لأسباب سياسية قاتل الله اللجاج. فإنه يورث أهله المهالك.
الثالث: ولجهلهم بمنهج البيان النبوي دَحْلٌ من جهة أخرى ورطهم في هذه الفضيحة الفاضحة:
لقد فهموا أن الرسول مثل خطباء العصر، يرقى المنبر فلا تقل مدة الخطبه الواحدة عن نصف الساعة، وقد تصل الساعة الكاملة ولما لم يجدوا هذا النوع في