للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبإسلامه أبي هريرة بدل الله كل سيئاته حال كفره حسنات وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، وهو القائل في محكم كتابه:

{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠]

وهم يستكثرون أن يروى أبو هريرة عن الرسول هذا القدر من الحديث في أربع سنوات فقط صاحبه فيها، ويريدون من هذا أن يقولوا: إنه نسب إلى النبي ما لم يقله أو يسمعه منه، ومنكرو السنة، حين يتهمون أبا هريرة هذا الإتهام، بفصلون أنفسهم عن الواقع المعروف في حياة أبي هريرة، فكان الرجل مصاحباً لرسول الله خارج بيوته، حريصاً على السماع منه بل كان ملازماً له، لأنه كان فقيراً لا يملك قوت يومه، وكان في ملازمته للرسول - صلى الله عليه وسلم - مخرج له من الحرمان والجوع.

على أن هذه الكثرة المروية عن أبي هريرة من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قوبلت بعدد أيام السنين الأربع التي عاشها مسلماً في صحبة النبي كان متوسط اليوم الواحد أربعة أحاديث، وليس في هذا غرابة يلام عليها أبو هريرة، ويتهم بالكذب على رسول الله الكريم من أجلها.

* ولم يكن أبو هريرة عرضة لطعن الصحابة فيه، ولا رد حديثه أحدٌ منهم، كما يدعي المستشرقون وأذيالهم من منكري السنة في مصر الآن، بل إن هؤلاء الصحابة الكرام، أكثروا من الثناء على أبي هريرة، وقالوا فيه ما لم يقولوه في أحد سواه.

قال طلحة بن عبيد الله: " لا أشك أن ابا هريرة سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نسمع".

وقال ابن عباس: "أبو هريرة خير مني وأعلم مني بما يحدث".

وقال الإمام الشافعي: "أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره".

<<  <   >  >>