للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحاكم: كان أبو هريرة من أحفظ اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقد روى أبو هريرة ما لم يسمعه هو من رسول الله عن كبار الصحابة كأبي بكر وعمر، والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد - رضي الله عنهم - وروى عنه من الصحابة جماعة. منهم ابن عمر وجابر وابن عباس - رضي الله عنهم-. وجملة من روى عنه من الصحابة والتابعين ثمانمائة راوٍ.

فهو - إذن - موضع إجلال وتقدير من الصحابة والتابعين معاً فهل يكون رجل هذه منزلته عند خير رجالات الرعيل الأول موضع طعن وريبة؟

ومن أين استقى المستشرقون هذه المعلومات عن أبي هريرة، ولم تكن لهم مراجع غير المراجع العربية الإسلامية، ولم تخْلُ هذه المراجع من الطعن فب أبي هريرة فحسب، بل هي عامرة بالثناء عليه، وعلى دوره في رواية الحديث النبوي أليس هذا هو الكذب الصريح؟

وإذا كان للمستشرقين عذر في حقدهم على أبي هريرة، لأنهم خصوم الداء الإسلام، فكيف يكون العذر لمن يدعون أنهم حماة الإسلام، الغيورون عليه، الحريصون على تنقيته من الفكر الخرافي الزائف.

وإذا كانوا يرون السنة فكراً خرافياً فعليهم أن يعلنوا عما في بواطنهم صراحة ويريحونا ويريحوا أنفسهم من اللت والعجن، واللف والدوران؟!

* أما رد حديث أبي هريرة من إخوانه الصحابة فلم يحدث قط، وما حدث من عبد الله بن عمر، وابن عباس فر مراجعة أبي هريرة ظاهرة طيبة تحمد للصحابة فهم يتذاكرون الحديث، ويذكر الحافظ الناسي، واليقظ الغافل.

وقد ثبت أن عمر - رضي الله عنه - راجعه مرة، فذكر له أبو هريرة حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

: من كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" فأذن له عمر بالتحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <   >  >>