للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُصرِّحًا ومعرِّضًا (١)، أو فارغًا عن هذه الحركة مُعرِضًا، وليتَ الكلَّ كانوا (٢) هكذا، فلقد أحسنَ إليك من خَلَّاكَ وطريقَكَ ولم يَطْرَحْ شَرَّهُ عليك؛ كما قال القائل:

إنَّا لفي زَمَنٍ تَرْكُ القبيحِ به … من أكثر الناسِ إحسانٌ وإجمالُ (٣)

وإذا كان هذا المعروف من الناس، فالمطلوب في هذا الزمان المعاونةُ على هذا السفر بالإعراضِ، وتركِ اللائمةِ والاعتراضِ، إلا ما عسى أن يقع نادرًا فيكون غنيمةً باردةً لا قيمةَ لها.

وينبغي (٤) أن لا يتوقفَ العبدُ في سَيْرِه على هذه الغنيمة، بل يَسِيرُ ولو وحيدًا غريبًا، فانفرادُ العبدِ في طريق طلبِه دليلٌ على صدقِ المحبة.

ومن نظرَ في هذه الكلماتِ التي تضمنتْها هذه الوُرَيْقةُ (٥)، عَلِمَ أنها من أهمِّ ما يحصلُ به التعاونُ على البرِّ والتقوى، وسفر الهجرة إلى الله ورسوله، وهذا (٦) الذي قصدَ مُسَطِّرُها (٧) بكتابتها، وجَعَلَها


(١) "ومعرضا" ساقط من ط.
(٢) ط، ق: "كل ما ترى".
(٣) البيت للمتنبي في ديوانه (ص ٧١١ بشرح الواحدي).
(٤) ط: "ولا ينبغي".
(٥) ط: "الورقات"، ق: "الورقة".
(٦) ط، ق: "وهو".
(٧) ط: "سطرها".

<<  <  ج: ص:  >  >>