للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله ومِنَّتِه على عبادِه- عن غيرها، كافية شافية مُوصِلةً إلى المطلوب بسرعة، متضمّنة للجواب عن الشُّبَه العارضة لكثير من الناس.

وإن ساعدَ التوفيقُ من الله كتبتُ في ذلك سفرًا كبيرًا، لما رأيتُ في الأدلة التي أرشد إليها القرآن من الشفاء، والهدى، وسرعة الإيصال (١)، وحسن البيان، والتنبيه على مواضع الشبه والجواب عنها بما ينثلجُ له الصدرُ؛ ويُشْرِقُ (٢) معه اليقينُ، بخلاف غيره من الأدلة، فإنها على العكس من ذلك، وليس هذا موضع التفصيل (٣).

والمقصود أن مصدر الأشياء خلقًا وأمرًا (٤) على علم الرب وحكمته.

واختصت هذه القصة [بذكر] (٥) هذين الاسمين لاقتضائها لهما (٦)؛ لتعجُّبِ النفوس من تولد مولودٍ بين أبوين لا يُولَد لمثلهما عادة، وخفاء العلم بسبب هذا الإيلاد، وكون الحكمة اقتضت جريانَ هذه الولادة على [غير] (٧) العادة المعروفة؛ فذكر في الآية


(١) ط: "الإنصاف".
(٢) ط، ق: "يكثر".
(٣) ذكر المؤلف بعض هذه الأدلة وتكلم عليها في "إعلام الموقعين" (١/ ١٣٨ - ١٤٨).
(٤) ط، ق: "مصدر الخلق والأمر".
(٥) من ط، ق.
(٦) ط: "لاقتضائها".
(٧) من ط، ق.

<<  <  ج: ص:  >  >>