للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا من الاختلاف أو أكثرهُ إنما نَشَأَ عن (١) هذا الموضع، وتفصيلُ هذا لا يَفِيْ به كتابٌ ضخم.

ومن هذا لفظُ "الخمر"؛ فإنه اسم شامل لكل مُسكِر، فلا يجوز إخراجُ بعض المسكراتِ منه، ويُنفَى عنها (٢) حكمه.

وكذلك لفظُ "الميسر"، وإخراج بعض أنواع القِمارِ منه.

وكذلك لفظُ "النكاح"، وإدخال ما ليس بنكاح في مسمَّاه.

وكذلك لفظ "الربا"، وإخراج بعض أنواعه منه، وإدخال ما ليس برِبًا فيه.

وكذلك لفظُ "الظلم والعدل"، و"المعروف والمنكر"، ونظائره أكثر من أن تُحصى (٣).

والمقصودُ أن المقصودَ من اجتماع الناس وتعاشُرِهم التعاونُ على البر والتقوى؛ فيُعِيْن كلّ واحد صاحبَه على ذلك علما وعملا. فإنَّ العبدَ وحدَه لا يَستقلّ بعلمِ ذلك ولا بالقدْرَةِ عليه، فاقتضتْ حكمةُ الربِّ سبحانَه أن جعل النوعَ الإنساني قائمًا بعضه ببعضٍ (٤)،


(١) ط: "ينشأ من".
(٢) في سائر النسخ: "ينتفى عنه".
(٣) في الأصل: "يحصى". والمثبت من ط وسائر النسخ. وانظر الكلام على هذه الأسماء في "قاعدة في الأسماء التي علَّق الله بها الأحكام" لشيخ الإسلام ابن تيمية ضمن "مجموع الفتاوى" (١٩/ ٢٣٥ - ٢٥٩)، وراجع أيضًا (٧/ ١٦٢ - ١٦٩).
(٤) ط: "ببعضه".

<<  <  ج: ص:  >  >>