الثانية، فجزاه الله خيرًا. وهذه النسخة توافق الطبعة السلفية غالبًا، ولكنها كثيرة السقط في مواضع عديدة يبلغ مجموعها ثلث الرسالة. وقد استفدت منها في بعض المواضع عند إعداد الطبعة الثانية.
وبعد دراسة هذه النسخ ظهر لي أن نسخة برلين أصحّ النسخ وأكملها، والنسخ الأربع المذكورة ترجع إلى أصل واحد، فهي تتفق في التحريف والسقط والاضطراب في أكثر المواضع.
* منهج التحقيق:
اتخذتُ نسخة برلين أصلا لكونها أقدم النسخ وأصحّها، وهي تنفرد بزيادة الفصل الأخير الذي لم يرد في غيرها، وقابلتها بالنسخ الأخرى، ولم أعدل عن الأصل إلا إذا كان ما فيه خطأ ظاهرا أو قراءة مرجوحةً، واستدركت السقط بوضعِه بين معكوفتين. وقد كنت أحصيتُ جميع الفروق والتحريفات في بداية الأمر، ثم صرفت النظر عنها، فإن أكثرها تحريفات واضحة من النسّاخ، ولذا اكتفيتُ بالإشارة إلى الفروق التي لها وجه في العبارة، وأشرت إلى السقط في الأصل وبقية النسخ ليكون القارئ على بينة. وقد رمزت لنسخة برلين بالأصل، ولنسخة أم القرى بـ (ق)، ولنسخة الدلم بـ (د)، ولنسخة المكتبة السعودية بالرياض بـ (ر)، ولنسخة شقراء بـ (ش).