للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه "البُرُّ" بالضم؛ لكثرة منافعِه (١) وخيرِه بالإضافةِ إلى سائرِ الحُبوب.

ومنه رجلٌ بارٌ، وبَرٌّ، وكِرَامٌ بَرَرةٌ، والأبرار (٢).

فالبرُّ كلمةٌ لجميع أنواعِ الخير والكمال المطلوب من العبد، وفي مقابلتِه "الإثْم". وفي حديث النَّواس بن سَمْعَان أن النبي قال [له] (٣): "جئْتَ تَسأل عن البرِّ والإثم" (٤)؛ فالإثم كلمةٌ جامعةٌ للشرِّ (٥) والعيوبَ التي يُذَمُّ العبدُ عليها (٦).

فيدخل في مسمى البرِّ الإيمان وأجزاؤه الظاهرة والباطنة، ولا ريبَ أن التّقوى جزءُ هذا المعنى، وأكثر ما يُعبرُ بالبِرِّ عن (٧) بِرِّ القلب، وهو وجود طَعْمِ الإيمان [فيه] (٨) وحَلاوته، وما يلزم ذلك من طمأنينته وسلامتِه وانشراحِه وقوته وفَرحِه بالإيمان، فإن للإيمان


(١) في ط: "لمنافعه". وفي سائر النسخ: "منافعه كثيرة".
(٢) "والأبرار" ساقطة من سائر النسخ.
(٣) زيادة من ط وسائر النسخ.
(٤) أخرجه بهذا اللفظ أحمد (٤/ ٢٢٨) والدارمى (٢٥٣٦) من حديث وابصة بن معبد. أما حديث النواس بن سمعان، ففيه: سألتُ رسول الله عن البر والإثم، فقال: "البر حسنُ الخلق، والإثم ما حاكَ في صدرك، وكرهتَ أن يطلعَ عليه الناس". أخرجه مسلم (٢٥٥٣).
(٥) ط: "للشرور".
(٦) في بعض النسخ: "يذم بها".
(٧) ط: "يعبر عن" وسائر النسخ: "يعبر عنه" بحذف "بالبر".
(٨) زيادة من ط وسائر النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>