للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنّ ما في العبد من محبتِه (١) لنفسه ولوالديه وأقربيه يمنعه من القيام عليهم بالحق، [ولاسيما إذا كان الحق] (٢) لمن يبغضه ويعاديه قبلهم؛ فإنه لا يقوم به في هذه (٣) الحال إلا من كان الله ورسوله أحبَّ إليه من [كل] (٤) ما سواهما.

وهذا يَمتحِنُ به العبدُ إيمانَه؛ فيعرف منزلةَ الإيمان من قلبه ومحلَّه منه، وعكس هذا عدل العبد في أعدائه ومن يَشْنَؤُه (٥)، وإنه لا ينبغي له (٦) أن يحمله بغضُه لهم على (٧) أن يَجْنَفَ (٨) عليهم، كما لا ينبغي أن يحمله حبُّه لنفسه ووالديه وأقاربه على أن يترك القيام عليهم بالقسط، فلا يُدخِلُه ذلك البغضُ في باطل، ولا يَقْصُرُ به هذا الحبُّ عن الحقِّ. كما قال بعض السلف (٩): "العادل هو الذي إذا غَضِبَ لم يُدخِلْه غضبُه في باطل، وإذا رضي لم يُخرِجْهُ رِضاه عن الحقِّ".


(١) ط: "محبة".
(٢) ساقط من الأصل.
(٣) ط: "هذا".
(٤) من ط، ق.
(٥) ط: "يجفوه". ق: "يسوءه".
(٦) "له" ساقطة من ط.
(٧) "على" ساقطة من ط.
(٨) ط: "يحيف".
(٩) رُوي نحوه عن محمد بن كعب، كما في "إحياء علوم الدين" (٣/ ١٧٦). وأخرج الطبراني في "الصغير" (ص ١١٤) عن أنس مرفوعًا نحوه، قال الهيثمي في "المجمع" (١/ ٥٩): فيه بشر بن الحسين وهو كذاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>