للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَقِّل فُؤادَك حيثُ شئتَ من الهَوَى … ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأَوَّلِ

كم مَنزلٍ في الأرضِ يَأْلَفُه الفتَى … وحَنِيْنُه أبدًا لأوَّلِ منزلِ (١)

وهذه النسبة هي (٢) التي تنفع العبد، فلا ينفعُه غيرُها في الدُّوْرِ الثلاثة؛ أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ فلا قِوَامَ له ولا عيشَ ولا نعيمَ ولا فلاحَ إلا بهذه النسبة، وهي السبب الواصل بين العبد وبين الله، ولقد أحسن القائلُ حيث قال (٣):

إذا تَقَطَّعَ حَبْلُ الوَصْلِ بينَهُمُ … فللمحبينَ حَبْلٌ غيرُ مُنقطعِ

وإن تَصَدَّع شَمْلُ الوَصْلِ بينَهُمُ … فللمحبينَ شَمْلٌ غير مُنْصَدِعِ (٤)

والمقصود أن الله سبحانه يقطع يوم القيامة الأسبابَ والعُلَقَ والوُصلات التي كانت بين الخلق في الدنيا كلها، ولا يبقى إلا السبب والوصلة التي بين العبد وبين ربِّه فقط، وهو سبب العبودية


(١) هما لأبي تمام في ديوانه (٤/ ٢٥٣) والبيان والتبيين (٣/ ٣١٣) وأخبار أبي تمام للصولي (ص ٢٦٣). والأول في الصناعتين (ص ٢٠٤) والخصائص (٢/ ١٧١) والموازنة للآمدي (ص ٦٠) ودلائل الإعجاز (ص ٤٩٥). وهما بلا نسبة في العقد الفريد (٣/ ٤٧٠، ٦/ ١٠٢).
(٢) ط: "هي النسبة".
(٣) "حيث قال" ساقطة من ط.
(٤) ذكرهما المؤلف في روضة المحبين (ص ٢٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>