للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثانية: أرضٌ صلبة قابلة لثبوت الماء (١) فيها وحفظه، فهذه ينتفع الناس بورودها (٢) والسَّقْي منها والازدراع.

وهذا (٣) مَثَلُ القلب الحافظ للعلم، الذي يحفظه كما سمعه، ولا تَصَرُّفَ له فيه ولا استنباطَ (٤)، بل له الحفظ المجرد، فهو يؤدي كما سمع، وهو من القسم الذين (٥) قال فيهم (٦) النبي : "فَرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وَرُبَّ حامل فقه غيرُ فقيه" (٧).

فالأول مثل (٨) الغني التاجر الخبير بوجوه المكاسب والتجارات؛ فهو يكسب بماله ما شاء.

والثاني مثل الغني الذي لا خِبرةَ له بوجوه الربح والكسب (٩)، ولكنه حافظٌ لمالِه، لا يُحسِنُ التصرفَ والتقلُّبَ فيه.


(١) ط: "ما".
(٢) ط: "تنفع الناس لورودها".
(٣) ط: "وهو".
(٤) ط: "استنبط".
(٥) ط: "الذي".
(٦) "فيهم" ساقطة من ط، ق.
(٧) أخرجه أحمد (٥/ ١٨٣) والدارمي (٢٣٥) وأبو داود (٣٦٦٠) والترمذي (٢٦٥٦) وابن ماجه (٤١٠٥) عن زيد بن ثابت، وصححه الحافظ ابن حجر وغيره. وفي الباب عن ابن مسعود وجبير بن مطعم وأبي الدرداء وأنس وغيرهم، وهو حديث متواتر. وقد جمع الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد طرقه في جزء، ودرسها روايةً ودرايةً.
(٨) ط: "كمثل".
(٩) ط، ق: "المكسب".

<<  <  ج: ص:  >  >>