(كل لفظ دل على صفة الخالق، ظاهره المتبادر منه أن يكون لائقًا بالخالق، منزهًا عن مشابهة صفات المخلوق. وكذلك اللفظ الدال على صفة الخلوق، لا يعقل أن تدخل فيه صفة الخالق، فالظاهر المتبادر من لفظ "اليد" بالنسبة للمخلوق، هو كونها جارحة: هي عظم ولحم ودم، وهذا هو الذي يتبادر إلى الذهن في نحو قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: ٣٨]. والظاهر المتبادر من "اليد" بالنسبة للخالق في نحو قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، أنها صفة كمال وجلال، لائقة بالله جل وعلا، ثابتة له على الوجه اللائق بكماله وجلاله). أ. هـ وبهذا المعنى يُفهم لفظ "الجارحة" في كل ما سيأتي إن شاء الله تعالى. (قل).